«أعنف الإرهاب أن تعبس في وجه طفل، وتجري دمعة امرأة»، ويقول: «لا تقرأ عن الحب، بل تأمله في تصرفات أم..»؛ وكتب أيضاً: «الأنثى وما أدراك ما الأنثى أنها الحياة لمن كان في قلبه حياة». والكثير الكثير من الحب والإنصاف يغرد بها منذ القدم الأكاديمي واللغوي د. فواز اللعبون، وله أيضاً عن المرأة: «ما كانت المرأة شريكة الحياة إنها الحياة».
بلا شك أن اللعبون حالة لغوية فريدة، وأيضاً حالة ثقافية خاصة لها نكهتها اللاذعة والمليئة بالمناوشات والمناورات والكثير من الضحك. تتجدد بين الفينة والأخرى ترندات تويترية ضد هذا الشاعر، ففريق يجد أنه «عدو المرأة اللدود»، وفريق ينظر إليه بعين التشكيك والتربص، ولعل أسوأ ما قرأت وجعلني أعود لكتابة المقال الذي كنت قد بيّت النية لكتابته منذ أكثر من عام، وأقول لنفسي لعل النفوس تهدأ، حتى وجدت أن الحال وصل للتهويل والتنكيل وتحميل كلامه على غير محامله وإساءات أترفّع عن ذكرها تقديراً له أولاً ثم لي وللقراء.
ولعلنا نأخذه كحالة للدراسة والتمحيص وكيف أن (المعاصرة) تجعلك تعرف وتفهم الشخص أكثر مما تقرأ عنه، فمن يتصفح حسابه يجد أنه إنسان مرح ويحب الفكاهة والنكتة اللاذعة وله مريدوه ومحبوه، وتراه أيضاً في كتابته الوطنية يسخّر حرفه وفكره لجمع الناس والثناء على المحسنين. في عام 2015 أتذكر أنني كنت أطبع الكثير من حكمه لبناتي ليقرأنها في الغربة، وقد يكون ما يثيره اللعبون في صفحته من آراء حول المرأة المتمردة بنظره أو من يسميهن (السلافع) هو ما يثير غضب البعض، وأتفهم تماماً موقفهم، خاصة أن تحليل الخطابات صناعة غير سهلة رغم ذلك ورغم اختصاصي بالنظرية النسوية والسرد لا أجد أن ما يكتبه الدكتور فواز بالمزعج أو بالمشين، بل حتى حينما طلب مني الحديث عن لفظ (سلفع) في قناة ما رفضت؛ لأنه هنا يعبّر عن مشاعره تجاه من تبرأت من قيمها وهاجمت أهلها، ووضح هذا أكثر من مرة، وكتب بأنه ينزعج ممن يحاول ربط حديثه عن فئات متطرفة من النسويات بمواقف شخصية له.
بكل حال هو أفصح مني ولا ينقصه الحجج والحيل ليميط الأذى عن نفسه بل يبرع في هذا، لكن أنا هنا أود أن أطرح مساحة للتفكير: لماذا نحن لا نستطيع أن نستقي الحكمة التي تعجبنا في شخص ما ونتغاضى عن ما لا يعجبنا؟ لماذا نصرّ على دفع الفرد للدفاع عن نفسه؟ ولماذا يهاجم الأكاديمي إن مازح الناس أو حتى تحدث بما يريد طالما أنه لا يؤذي شخصاً بذاته؟ والأخطر لماذا يتلبّس البعض دور الدولة وأجهزتها ويفتري على محبة أحدنا للوطن أو حتى التشكيك في نواياه؟ ألم تقولوا إن الصحوة كانت تمارس ذلك؟ لماذا أنتم اليوم وعلى مرأى أعيننا جميعاً تتهجمون على من لا يعجبكم؟ التغول في التجريم والتشنيع لا يخدم أحداً، وأرجو أن نتوقف جميعاً عن الحط من قدر أي مواطن ومواطنة، وأن تتوقف هذه المهازل والمهاترات التي إن طالت ستكون ناراً تحرقنا جميعاً.
أخيراً، فإن حكمة قادتنا لا ينازع فيها أحد والكلمة العليا لهم بفضل الله، ومن تمام محبة الوطن ألا نكيد لبعضنا البعض ونشمت بنا الأعداء، بل من تمام المحبة والنضج أن نحب الجميع بمختلف أنماطهم، أنا لست مثالية هنا، لكن أتحدث من واقع التجربة، علينا أن ننشر قيم الحب والاحترام والتقبّل ليس بكتابتها والتغريد بها، بل بممارستها سلوكاً ظاهراً ومعلناً، وأن يفهم الإنسان ويحذر من تحيزاته، فالمتحيزون ضده لم يروا مدحه وثناءه، شاهدوا فقط ما يريدون مشاهدته.
تصفحوا حساب اللعبون وغيره ولا تحرموا أنفسكم من قراءة مناكفته وحكمه، ولا تضعوا أنفسكم في محل مقص الرقيب! فالرقيب الحقيقي يعرف جيداً متى يتدخل. أختتم بعبارته المختارة:
«قدسوا الأشياء التي لا تشترى ولا تباع: العقيدة، الهوية، الوطن، الحب، الصداقة والكرامة». كونوا بخير.
بلا شك أن اللعبون حالة لغوية فريدة، وأيضاً حالة ثقافية خاصة لها نكهتها اللاذعة والمليئة بالمناوشات والمناورات والكثير من الضحك. تتجدد بين الفينة والأخرى ترندات تويترية ضد هذا الشاعر، ففريق يجد أنه «عدو المرأة اللدود»، وفريق ينظر إليه بعين التشكيك والتربص، ولعل أسوأ ما قرأت وجعلني أعود لكتابة المقال الذي كنت قد بيّت النية لكتابته منذ أكثر من عام، وأقول لنفسي لعل النفوس تهدأ، حتى وجدت أن الحال وصل للتهويل والتنكيل وتحميل كلامه على غير محامله وإساءات أترفّع عن ذكرها تقديراً له أولاً ثم لي وللقراء.
ولعلنا نأخذه كحالة للدراسة والتمحيص وكيف أن (المعاصرة) تجعلك تعرف وتفهم الشخص أكثر مما تقرأ عنه، فمن يتصفح حسابه يجد أنه إنسان مرح ويحب الفكاهة والنكتة اللاذعة وله مريدوه ومحبوه، وتراه أيضاً في كتابته الوطنية يسخّر حرفه وفكره لجمع الناس والثناء على المحسنين. في عام 2015 أتذكر أنني كنت أطبع الكثير من حكمه لبناتي ليقرأنها في الغربة، وقد يكون ما يثيره اللعبون في صفحته من آراء حول المرأة المتمردة بنظره أو من يسميهن (السلافع) هو ما يثير غضب البعض، وأتفهم تماماً موقفهم، خاصة أن تحليل الخطابات صناعة غير سهلة رغم ذلك ورغم اختصاصي بالنظرية النسوية والسرد لا أجد أن ما يكتبه الدكتور فواز بالمزعج أو بالمشين، بل حتى حينما طلب مني الحديث عن لفظ (سلفع) في قناة ما رفضت؛ لأنه هنا يعبّر عن مشاعره تجاه من تبرأت من قيمها وهاجمت أهلها، ووضح هذا أكثر من مرة، وكتب بأنه ينزعج ممن يحاول ربط حديثه عن فئات متطرفة من النسويات بمواقف شخصية له.
بكل حال هو أفصح مني ولا ينقصه الحجج والحيل ليميط الأذى عن نفسه بل يبرع في هذا، لكن أنا هنا أود أن أطرح مساحة للتفكير: لماذا نحن لا نستطيع أن نستقي الحكمة التي تعجبنا في شخص ما ونتغاضى عن ما لا يعجبنا؟ لماذا نصرّ على دفع الفرد للدفاع عن نفسه؟ ولماذا يهاجم الأكاديمي إن مازح الناس أو حتى تحدث بما يريد طالما أنه لا يؤذي شخصاً بذاته؟ والأخطر لماذا يتلبّس البعض دور الدولة وأجهزتها ويفتري على محبة أحدنا للوطن أو حتى التشكيك في نواياه؟ ألم تقولوا إن الصحوة كانت تمارس ذلك؟ لماذا أنتم اليوم وعلى مرأى أعيننا جميعاً تتهجمون على من لا يعجبكم؟ التغول في التجريم والتشنيع لا يخدم أحداً، وأرجو أن نتوقف جميعاً عن الحط من قدر أي مواطن ومواطنة، وأن تتوقف هذه المهازل والمهاترات التي إن طالت ستكون ناراً تحرقنا جميعاً.
أخيراً، فإن حكمة قادتنا لا ينازع فيها أحد والكلمة العليا لهم بفضل الله، ومن تمام محبة الوطن ألا نكيد لبعضنا البعض ونشمت بنا الأعداء، بل من تمام المحبة والنضج أن نحب الجميع بمختلف أنماطهم، أنا لست مثالية هنا، لكن أتحدث من واقع التجربة، علينا أن ننشر قيم الحب والاحترام والتقبّل ليس بكتابتها والتغريد بها، بل بممارستها سلوكاً ظاهراً ومعلناً، وأن يفهم الإنسان ويحذر من تحيزاته، فالمتحيزون ضده لم يروا مدحه وثناءه، شاهدوا فقط ما يريدون مشاهدته.
تصفحوا حساب اللعبون وغيره ولا تحرموا أنفسكم من قراءة مناكفته وحكمه، ولا تضعوا أنفسكم في محل مقص الرقيب! فالرقيب الحقيقي يعرف جيداً متى يتدخل. أختتم بعبارته المختارة:
«قدسوا الأشياء التي لا تشترى ولا تباع: العقيدة، الهوية، الوطن، الحب، الصداقة والكرامة». كونوا بخير.